أشارت صحيفة "الرياض" السعودية، إلى أن السعودية لا تزال تمارس دورها الأصيل الثابت تجاه لبنان، من التزام راسخ مستدام في دعم سيادة لبنان، وهو ما يلمسه المتابع في جهودها، وتشجيع القوى الوطنية اللبنانية كافة إلى سرعة التحرك لإنجاز الاستحقاقات المهمة، المفضية إلى تمكين بلادهم من اجتياز محنتها، لا سيما إجراء الانتخابات الرئاسية، وانتخاب رئيس قادر على توحيد الشعب اللبناني، وعلى العمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لتجاوز الأزمة الحالية، وهو ما أكدت عليه من ضرورة قيام الحكومة اللبنانية الحالية، وأي حكومة مقبلة، بتنفيذ أحكام قرار مجلس الأمن 1701، والقرارات الدولية ذات الصلة بالملف اللبناني، بما في ذلك تلك الصادرة من جامعة الدول العربية، التي تؤكد على دور الدولة اللبنانية؛ لا سيما الجيش اللبناني في بسط السيادة الكاملة على كامل التراب الوطني اللبناني.
ولفتت إلى أن السعودية كانت وما زالت الشريك الرئيس الفعال والمؤثر في الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى وقف التصعيد العسكري في المنطقة لا سيما في لبنان، وقد شددت في مواقفها الثابتة على أهمية أن ينهض مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسِّلْم الدوليين، مؤكدة على دورها في عدم السماح بما يهدد هذا الأمن والسلم بأي طريقة كانت، وهو وضوح يؤكد على ثبات المواقف السعودية والوقوف ضدّ ما يعكّر أجواء الاستقرار والسيادة للدول على أراضيها.
وأوضحت الصّحيفة أن العلاقة بين السعودية ولبنان، هي من الرسوخ والثبات والقوة ما ينأى بهما عن مُعكّر، فالرياض دائمة الدعوة للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس في لبنان وغيره، كما أن وقوفها مع الشعب اللبناني ومدّ يد العون له هو واجب تعدّه من مواقفها الراسخة، كما أنها تقف إلى جانب الشعب اللبناني بكل اهتمام، ليتمكن من مواجهة تلك التداعيات الخطيرة التي ألقت بظلالها على الشعب وكافة مناشط حياته وسبل العيش الكريم فيه.
وركّزت على أنه وقوف يأتي امتداداً لجهود السعودية الأخوية والتاريخية في دعم أمن لبنان واستقراره، لعل أهمها إسهام الرياض بشكل فاعل في إنهاء الحرب اللبنانية التي دامت 15 عاماً، من خلال رعايتها واستضافتها لاجتماعات مجلس النواب اللبناني في العام 1989 في مدينة الطائف، التي شهدت توقيع "اتفاق الطائف" التاريخي، الذي يعد أحد مكتسبات السياسة الخارجية للسعودية.